2016/03/08|إلى عِقْبان الشام وعِقْبان الثورة في كل مكان: احذروا الخفافيش مصاصة الدماء واحذروا الغربان!


okbane

إلى عقبان الشام وعقبان الثورة في كل مكان: احذروا الخفافيش مصاصة الدماء واحذروا الغربان!

ولا تؤمروا عليكم إلا عُقاباً ولا ترفعوا إلا راية العُقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم


وهذا لم إختار رسول الله صلى الله عليه وسلم لرايته وللجنود الذين يحاربون تحتها لاعلائها إسم العُقاب (بضم العين). وهم نوع من انواع الرجال، كالعقاب ليس كبقية الطيور. فما صفات الرجال العُقبان؟

العقاب من الجوارح النبيلة القوية، يخلط المعاصرون بينه وبين النسر، مع أنه أشرف من النسر وأنبل، فهو كائن قوي، تعكس ملامحه العزيمة والصلابة، لا يأكل إلا مما يصيد، وينقض على طرائده من عل، وله نظر ثاقب يضرب به المثل، فيقال: (أحدُّ من نظر العقاب)، وسمت العرب بها أبناءها، وجعلته دول كثيرة شعارها، وفي عملتها، وعلى ثياب جنودها.

وكان العُقاب شعار القائد المجاهد العظيم صلاح الدين الأيوبي، وهو مرسوم على أسوار قلعته بالقاهرة!

وهو مرتفع بنفسه، لا يحب السفوح، ولا المنخفضات، بل دائمًا في العلياء يحلق، وفي القمم يستقر، وهو أيضًا شديد الحذر، حديد البصر، خفي السفاد (أي يتوارى عن الأعين في اللحظات الحميمة مع المدام بتاعته) وهذه صفات كلها حميدة، رغم أنها كلها متعبة مكلفة.

وإذا كان من الرجال رجال صراصير، يحبون البلاعات والمجاري (الأخلاقية والعقيدية والسلوكية) ويرتاحون للزبالة من كل شيء، ويستروحونها، ويرونها أجمل من ربوع مكة المكرمة ورحاب الروضة الشريفة، وجبال سويسرا، وغابات ألمانيا، وشواطئ الريفييرا! فإن من الرجال نبلاء عُقبانًا ينشغلون بالكمالات، والمكارم، ومعالي الأمور؛ مع ما يكلفهم ذلك من كبَد ومعاناة، وغرامات من المال والجهد والوقت والتعرض للأذى:

ومن تكن العلياء همةَ نفسه……فكل الذي يلقاه فيها محببُ
لا تحسبن المجدَ تمرًا أنت آكلُهُ……لا بد دون الشهد من إبرِ النحلِ
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ……فلا تقنع بما دون النـجومِ
إذا المرءُ لَم يدنس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ …. فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

فأحدهم يستعذب العذاب، ويستمرئ العناء، ويصبر على اللأواء، لأنه صاحب همة، وصاحب مروءة، ويرى أنه خلق عُقابًا، ليكون في الأعالي، ويتربع على القمم، تأملوا معي مثلاً هذا الرجل العجيب، الذي يضع نفسه في موضع النجم بقيمه ونبله، حين يقول:

وإن الذي بيني وبين بنـي أبي…….وبين بني عمي لمختلفٌ جــدا فإن أكلوا لحمي وَفَرْتُ لحومَهم…….وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا وإن قدحوا لي نارَ حربٍ بزندهم…….قدحتُ لهم في كل مكرمةٍ زندا وإن ضيعوا غيبي حفِظت غيوبهم…….وإن هووا غيي هويت لهم رشدا ولا أحمل الحقدَ القديم عليهمُ…….وليس رئيسَ القوم من يحمل الحقدا لهم جُلُّ مالي إن تتـابع لي غنىً…….وإن قل مــالي لم أكلفهم رِفدا وإني لعبد الضيفِ ما دام نازلاً…….وما شيمةٌ لي غيرهـا تشبه العبدا

رجل عجيب، يهوى – بهمته – وجع الراس، ويسلك سلوك النبل والسيادة، وحراسة القيم، والحقوق، حتى لو ترك ذلك أهلُه وأقرب المقربين منه، وما يضيره إذا كان عُقابًا حين يرضي آخرون بحياة الصراصير؟!

وأخلاق الرجال العقبان تتجلى في أشياء، منها:
** أنهم لا يسقطون على الناس الناقصين، بل لا يعاشرون إلا الكرام والمستقيمين، ولا يجالسون إلا النبلاء والصالحين؛ قال أبو حاتم رحمه الله: أجمع أهل التجارب للدهر، وأهل الفضل في الـدين، والراغبون في الجميل على أن أفضل ما اقتنى الرجل لنفسه في الدنيا، وأجل ما يدخر لها في العقبى، هو لزوم الكرم، ومعاشرة الكرام؛ لأن الكرم يحسن الذكر، ويشـرف القدر، وهو طباع ركـبها الله في بني آدم، فمن الناس من يكون أكرم من أبيه، وربما كان الأب أكرم من ابنه، وربما كان المملوك أكرم من مولاه، ورب مولى أكرم من مملوكه.

وحين أراد أبو حاتم نفسه أن يحدد ما يقصد بالرجل الكريم قال: الكريم من إذا أُعطي شكر، وإذا مُنع عذر، وإذا قُطع وصل، وإذا وصل تفضل، ومن إذا سأله أحد أعطاه، ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استضعف أحدًا رحمه، وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد ما وصفنا من الخصال كلها؛ قلت: وهو الصرصور!

وقال كذلك: الكريم يلين إذا استُعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يُجل الكرام، ولا يهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، تراه مؤثرًا إخوانه على نفسه، باذلاً لهم ما ملك، إذا اطلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء لم يقطعه بشيء من الأشياء.

** ومنها أن الرجل العُقاب، لا يأكل من فضلات غيره، ولا يسطو على عرق أحدٍ وعمله، فينسبه لنفسه، ولا يغير على عرضه فيستبيحه ويلِغ فيه، ولا يسطو على ماله فينتهبه، ولا يستبيح غيبته بما يسوؤه، فهو دائمًا في ارتفاع؛ يربأ بنفسه عن المخازي، ويعلم أن الله تعالى يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها. يقول القاضي الجرجاني رحمه الله:

يقولون لي فيك انقباض وإنما … رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم … ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أَقْضِ حق العلم إن كان كلما … بَدَا طمَعٌ صيَّرته لي سُلَّما
وما زلت منحازًا بعرضي جانبًا … من الذل أَعْتَدُّ الصيانة مغنما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى … ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنزّهها عن بعض ما لا يشينها … مخافة أقوال العِدَا فيمَ أو لِما
فأُصبحُ عن عيب اللئيم مُسلَّما … وقد رحت في نفس الكريم معظَّما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة … إذا لم أنلها وافر العِرض مكرما
وأُكرم نفسي أن أضاحك عابسًا … وأن أتلقَّى بالمديح مذمَّـما
وكم طالبٍ رقّي بنعماه لم يصل … إليه وإن كان الرئيس المعظما
وكم نعمة كانت على الحُرّ نقمة … وكم مغنم يعتده الحر مغرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي … لأخدم من لاقيت لكن لأُخدما
أأشقى به غرسًا وأجنيه ذلة … إذا فاتِّباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم … ولو عظموه في النفوس لعظَّما
ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا … محياه بالأطماع حتى تجهما
وما كل برق لاح لي يستفزني … ولا كل من في الأرض أرضاه منعما

** كذلك هو لا يستعرض لحوم نسائه، ولا يعرضها على النسور – واللي ما يشتري يتفرج – بل هو (خفي السفاد) وهذا من عجيب الأمور، فأين منه الصراصير المتحضرة، التي** تحب أن تعرض وتستعرض، وتكشف وتنكشف، وتفضح وتنفضح؟!

** ومنها أن الرجل العُقاب أسير الجميل، إذا أحسنت إليه مرة حملها لك مدى عمره، لم ينس مكرمة غيره، في حين لا يذكر من عمـل نفسه شيئًا، إذا أحسنت إليه أسرته واستعبدته:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ……وإن أنت أكرمتَ اللئيم تمردا

** ومنها أنه لا يرضى بالدنية، ولا يقبل الإهانة، بل هو عَيوف، صَدوف، خصوصًا إذا ديس على طرفه، أو غُمز كبرياؤه، أو أحس بتلميح لا يليق:

خلقت عيوفًا لا أرى لابنِ حُرةٍ……عليّ يدًا أُغضي لها حين يغضبُ
إذا أنا لم أعـط المكارم حقـها……فلا عَزني حال.. ولا عـزني أب

** وهو كائن صبور حليم، واسع الصدر، يصبر، ويتجاوز، ويحلم ويصفح، ويسبق بالعطاء، ويكظم عند الابتلاء، فإذا أسرته قهرته، وكنت على وشك من قتْلِه.

والعُقاب لا يتلون، ولا يتظاهر، ولا يتماوت، ولا يحب الضعف والضعفاء، وسعادته أن ينطلق على مخدات الهواء، يطفو الهويـنى، كأنما ينزلق على الماء، دون اكتراث، ولا تعمُّل؛ فالجو ملعبه، والنسيم مستراحُه، والغيوم منتجعه.

** وهو عصيٌّ أن يؤكل أو يشوَى أو يُطبخ، أو تعبث به النساء ذوات العضلات في السجون (الحرة) وعصيُّ كذلك أن ينحني، أو يهادن، أو يلين، لذا فالحل معه أن يُنـتف ريشه، أو يكسر عظمه ومنقاره، أو يخنق من عنقه، أو يطارَد فراخه في أعشاشها، أو تُنقض هذه الأعشاش، وتقوض، وأن يُرش هو ذاته بالسموم والنابالم، والمواد الكيماوية، واليورانيوم المنضب، والقنابل الألف رطل، والفسفور الأبيض،وأن يقطع إربًا، فقط ليقول: آه، أو لعله يتوسل ويرجو؛ تحت طائلة لغة قهر الرجال!

كتبه عبد السلام البسيوني -بتصرف بسيط

من منشورات صفحة دعم بتاريخ 13 نوفمبر 2012

اضافة 2016/03/08:

“ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً، *** لها غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقابُها”
أَبو ذؤيب

‫#‏كلنا_جبهة_النصرة‬ ‫#‏كلنا_ارهابيون_في_عيون_أمريكا‬ ‫#‏المسلم_أخو_المسلم‬
‫#‏إرفع_علم_ثورتك‬
‫#‏راية_ثورتك_راية_رسولك‬
‫#‏علم_ثورتك_هو_راية_رسول_الله‬

أضف تعليقاً